كم عدد المسلمين في إندونيسيا

تقعُ إندونيسيا في الجنوب الشرقيّ من قارة آسيا، حيث تشتركُ في حدودها البريّة، والبحريّة مع عدد من الدول والمناطق؛ كماليزيا، وبابوا غينيا الجديدة، وأستراليا، والفلبين، وتيمور الشرقيّة، وجزيرة بورنيو، كما تطل إندونيسيا أيضاً على عددٍ من المضائق التي تفصلها عن دول آسيويّة كسنغافورة، والفلبين، وماليزيا.

تعتبر دولة إندونيسيا واحدة من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، حيث تحتلّ المرتبة الرابعة على مستوى العالم، وبعدد سكان يزيد على مئتين وثمانية وخمسين مليون نسمة تقريباً بناءً على تقديرات العام ألفيْن وستّة عشر ميلاديّة. هذا تعتبرُ إندونيسيا من الدول الهامة على مستوى العالم الإسلاميّ، وفيما يلي بعض المعلومات عن الإسلام، والمسلمين هناك.

تعتبرُ إندونيسيا الدولة الأكبر من حيث عدد المسلمين على مستوى العالم الإسلاميّ، حيث تقدرُ نسبة المسلمين هناك بحوالي ثمانية وثمانين بالمئة تقريباً من إجمالي عدد السكان، وذلك بالنسبة لأرقام العام ألفين وأحد عشر، ومن هنا فقد قُدِّر عدد المسلمين في إندونيسيا وفقاً لأرقام العام ذاته بقرابة مئتيْن وخمسة ملايين مسلم ومسلمة. وتحتوي إندونيسيا على أتباع ديانات أخرى غير المسلمين؛ كالمسيحيين بطوائفهم المختلفة، والكونفشيوسيّين، والبوذيّين، والهندوس، وغيرهم.

دخلَ الإسلام إلى الأراضي الإندونيسيّة عن طريق التجار الذين كانوا يقدّمون من مناطق شبه الجزيرة العربيّة؛ كعُمان، واليمن، ويُعتقد أن دخول الإسلام إلى هذه الأراضي كان قد بدأ في القرنين الثاني، والثالث من الهجرة. وهناك بعض الروايات التاريخيّة التي تخبر عن جماعة من التجار الإندونيسيّين الذين نزلوا في أرض العراق أيام خلافة هارون الرشيد -رحمه الله-، والذين تشبعوا بالديانة الإسلامية وتعاليمها، وعملوا على نشرها عندما رجعوا إلى وطنهم.

تأثّر الإندونيسيّون أكثر ما تأثروا بالأفكار التي تدعوا إليها الديانة الإسلامية من عدلٍ، ومساواة، وتآخٍ، كما تأثروا أيضاً بالحضارة الإسلامية، وقدرة المسلمين على التفاعل مع شعوب الأرض قاطبة، بعيداً عن الأهداف الاستعماريّة.

يُقدّر اليوم عدد الجوامع في إندونيسيا بحوالي مئة ألف جامع كبير تقريباً، فضلاً عن نصف مليون جامع صغير، حيث تعتبر هذه الجوامع منارات للهدى يتم فيها تعليم القرآن الكريم، وسائر صنوف العلوم الإسلامية، إلى جانب الوظيفة الأساسية لها وهي إقامة الصلوات الخمسة.

يحتفلُ المسلمون في إندونيسيا بالمناسبات الإسلامية المختلفة؛ كعيدي: الفطر، والأضحى، وشهر رمضان المبارك، ورأس السنة الهجريّة، والمولد النبويّ الشريف، والإسراء والمعراج، حيث تعتبرُ هذه المناسبات الدينيّة الإسلامية عطلاً رسمية في البلاد. وقد اختلط المسلمون في إندونيسيا بباقي الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، مما أدى إلى إثراء ثقافتهم بشكل كبير، ومن أبرز مظاهر ذلك وجود عدد من اللغات المتداولة، إلى جانب اللغة الرسميّة وهي الإندوسية، حيث تأتي اللغة العربية على رأس هذه اللغات.